الإصابات تفتح باب منتخب إسبانيا أمام راؤول أسينسيو

في مفاجأة غير سارة، اضطر إيمريك لابورت لمغادرة أرضية الملعب بعد 12 دقيقة فقط من دخوله في انتصار النصر على الخلود بهدفين نظيفين بدوري روشن السعودي، بسبب شعوره مجدداً بانزعاجات عضلية.
المدافع الإسباني كان قد عاد للتو من إصابة مشابهة أبعدته لأيام، لكنه لم يتمكن من إكمال المباراة. ومع اقتراب موعد إعلان لويس دي لا فوينتي عن قائمة منتخب إسبانيا في 14 مارس، أصبح تواجد لابورت في المعسكر المقبل محل شك كبير.
يعد المدافع الإسباني أحد الركائز الأساسية في تشكيلة “لاروخا” تحت قيادة المدرب دي لا فوينتي، حيث كان عنصراً رئيسياً في بطولة يورو 2024 في ألمانيا، إلى جانب زميله روبن لو نورمان. وعلى الرغم من انتقاله إلى الدوري السعودي، لا يزال لابورت يحافظ على مستواه العالي.
ولكن ما لم تحدث معجزة، فإن هذه الإصابة الجديدة قد تمنعه من الانضمام إلى معسكر المنتخب الإسباني في 17 مارس، مما يعني غيابه عن مواجهة هولندا في ربع نهائي دوري الأمم الأوروبية.
غياب لابورت سيمثل ضربة قوية للمنتخب الإسباني، لكنه في المقابل قد يفتح الباب أمام أحد الأسماء المتألقة حالياً: راؤول أسينسيو.
راؤول أسينسيو يقترب من تحقيق حلمه مع “لاروخا”
مع إصابة لابورت، إلى جانب إصابة باو توريس (رغم أن الأخير من المتوقع أن يعود قريباً للمشاركة مع أستون فيلا)، تزداد فرص استدعاء راؤول أسينسيو، المدافع الشاب لريال مدريد، إلى المنتخب الإسباني. يعيش أسينسيو فترة رائعة في مسيرته، ويحظى بتقدير كبير من قبل لويس دي لا فوينتي.
وفقاً لخطط المدرب، فإن المدافعين الأصحاء حالياً والمضمونين في القائمة هم كوبارسي، لو نورمان، وفيفيان، مما يترك مركزاً واحداً شاغراً. وهنا يأتي اسم أسينسيو، الذي سيتنافس على هذا المقعد مع لاعبين مثل: باو توريس، وباريديس، اللذين تم استدعاؤهما في القائمة السابقة.
قدم راؤول أسينسيو أداءً مميزاً خلال مواجهته مع مانشستر سيتي في دوري أبطال أوروبا، ما جعله يكسب ثقة مدربي الاتحاد الإسباني لكرة القدم، رغم أنه لم يسبق له اللعب مع المنتخبات الإسبانية في أي فئة عمرية.
وفقاً لمصادر صحيفة لموقع ريليفو الإسباني، فإن مدرب منتخب إسبانيا للشباب سانتي دينيا، والمدافع السابق، كان يتابع أسينسيو منذ فترة، حيث يرى فيه خصائص دفاعية مميزة بفضل سرعته، تركيزه، وقوته في الالتحامات. ومع تألقه تحت قيادة كارلو أنشيلوتي، انضم أيضاً لويس دي لا فوينتي إلى قائمة المعجبين بأدائه.
استدعاء محتمل أم تجربة مع منتخب الشباب؟
يُعتبر راؤول أسينسيو من الأسماء المرشحة بقوة للانضمام إلى المنتخب الأول في مارس، لكن حالته لا تزال قيد الدراسة. حتى وقت قريب، كان مدربو الاتحاد الإسباني يرون أن مشاركته الأولى يجب أن تكون مع منتخب تحت 21 عاماً. لكن إصابة لابورت قد تغير هذه الخطط بالكامل.
دي لا فوينتي متحمس لرؤية أسينسيو ضمن صفوف المنتخب الأول، إذ يتابع أداءه منذ فترة طويلة. وبحسب تقارير الصحافة الإسبانية، فإن المدافع الشاب يتمتع بأرقام مميزة في أكثر من 50% من المعايير التي يعتمدها الطاقم الفني في تقييم اللاعبين، مثل السرعة، الدقة التكتيكية، التوقع والافتكاك، العدوانية، والتركيز، بالإضافة إلى تميزه في “المراقبة الهجومية”، وهو معيار يقيس مدى تمركز المدافع القريب من مهاجمه خلال فترات سيطرة فريقه على الكرة واستعداده لقطع أي هجمة مرتدة.
رغم ذلك، يحرص مدربو الاتحاد الإسباني على تقييم اللاعبين بشكل متكامل خلال معسكراتهم الأولى، ليس فقط من الناحية الفنية، ولكن أيضاً من حيث القدرة على الاندماج مع المجموعة، الالتزام والمسؤولية. كما أن القضايا الشخصية التي أحاطت بأسينسيو خارج الملعب قد تكون عاملاً يؤخذ في الاعتبار عند اتخاذ القرار النهائي.
ماذا قال دي لا فوينتي عن أسينسيو؟
في حديث له خلال لقاء صحفي في بلد الوليد، تطرق دي لا فوينتي إلى أسينسيو، قائلًا: “إنه لاعب جيد جداً، ويشارك بانتظام الآن، وهو ما نحتاجه. من المنطقي أن أكون سعيداً عندما أرى أن الفرق الإسبانية تمتلك العديد من اللاعبين المؤهلين للمنتخب. المشكلة الحقيقية بالنسبة لي هي أن تكون هناك فرق تضم عدداً قليلاً من اللاعبين الإسبان، لأنني أريد أن يكون لدي خيارات كثيرة للاختيار منها. أسينسيو يقدم مستوى رائعاً، وقدم مباراة كبيرة ضد مانشستر سيتي. الدخول إلى المنتخب ليس سهلاً، هناك لاعبون ممتازون في كل الأندية الإسبانية”.
مع اقتراب موعد إعلان القائمة، يبقى السؤال الأهم: هل سيحصل أسينسيو أخيراً على فرصته مع “لاروخا”، أم ستتم دعوته أولاً إلى منتخب الشباب؟ الأيام المقبلة ستكشف القرار النهائي للمدرب الإسباني.