هاري ماجواير.. عودة رجل شجاع

بعد تعرضه للسخرية لعدة أشهر، وطُلب منه مغادرة النادي في الانتقالات الصيفة الماضية، ثم تم وضعه على دكة الاحتياط في بداية الموسم، عكس هاري ماجواير هذا الوضع إلى درجة أنه أصبح لاعباً لاغنى عنه في دفاع مانشستر يونايتد، مسجلاً عودة لم يتوقعها أحد.
عودة لم يتوقعها الكثيرون. بعد أن طلب منه مغادرة النادي الصيف الماضي، اختار هاري ماجواير البقاء في مانشستر يونايتد، على الرغم من أنه بدأ متأخراً في قائمة قلوب الدفاع المفضلين لإريك تين هاج، خلف ليساندرو مارتينيز، ورافاييل فاران، وفيكتور ليندلوف، وحتى لوك شو، الذي تم الاعتماد عليه أحياناً كقلب دفاع، والمخضرم جوني إيفانز. كان أول شهرين صعبين للغاية على ماجواير، حيث قضى 26 دقيقة فقط (مباراتين) على أرض الملعب، ولكن منذ أكتوبر تغير كل شيء. لقد عاد الإنجليزي الدولي ليفرض نفسه كقلب الدفاع الأول في خيارات مدربه الهولندي.
وحذر الهولندي ماجواير في منتصف أغسطس قائلاً: “إنه يعرف ما أتوقعه منه. لقد كنت هنا منذ عام الآن وأنت تعرف ما أتوقعه من قلب الدفاع. الأمر يتعلق بإظهار شخصيته، والاقتناع بلعب هذا الدور، فهو لديه كل القدرات للقيام بذلك، والأمر متروك له للعب عندما تتاح الفرصة”. خطاب وصل لمسامع ماجواير ومنذ 7 أكتوبر، لم يغادر التشكيلة الأساسية مطلقاً، ولم يفوت دقيقة واحدة من اللعب في جميع المسابقات. وكأن منح شارة الكابتن لبرونو فرنانديز قد أزالت عنه ثقل مسؤولية كبيرة جداً.
من غير مرغوب فيه إلى قائد الدفاع خلال شهرين
عرف هاري ماجواير كيف يعكس ترتيب الأشياء، مستفيداً أيضاً من الظروف. أصيب ليساندرو مارتينيز في قدمه في منتصف سبتمبر، ولم يتحدد موعد للعودة بعد، كما هو الحال مع تيريل مالاسيا. كما دخل لوك شو إلى قائمة الإصابات، بينما يعاني رافاييل فاران من تراجع في الأداء. إذا كانت نتائج الشياطين الحمر لا تزال غير منتظمة، حتى لو كانوا على بعد 3 نقاط فقط من المركز الرابع آخر بطاقات دوري أبطال أوروبا، فقد عاد أداء قلب الدفاع إلى المستويات التي وصل إليها خلال فترة ليستر سيتي.
في بدايته الثانية كأساسي للموسم، تم اختياره كأفضل لاعب في المباراة ضد شيفيلد يونايتد. “هاري يلعب بالطريقة التي نريدها، ويسيطر على الخصم. أنا راض عن أدائه. بالأمس، استحق لقب رجل المباراة. لقد كان جيداً جداً وقرأ المباراة جيداً. أنا سعيد من أجله”. قال تن هاج. ومنذ ذلك الحين، لم يستسلم بل أكد نفسه باعتباره المدافع الأقوى في قلب دفاع الشياطين الحمر إلى جانب ليندلوف في معظم الأوقات. كان شهر نوفمبر مثالياً بالنسبة له في الدوري الإنجليزي: 3 مباريات، 3 انتصارات، دون تلقي أي أهداف.
حصل على جائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي لشهر نوفمبر
حصل هاري ماجواير على جائزة أفضل لاعب في الشهر في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهي الأولى في مسيرته بالنسبة له، وقال محتفلاً بالجائزة على حسابه في موقع (إكس): “لم أكن لأتمكن من تحقيق ذلك بدون زملائي والجهاز الفني والمشجعين. حبكم ودعمكم لا يمر دون أن يلاحظه أحد”.
كان ماجواير هدفاً للسخرية السهلة والمتكررة لأشهر وحتى سنوات من المشجعين بالتحديد، بسبب أخطاء كثيرة للمدافع. وساهم في ذلك انتقاله القياسي لأولد ترافورد (87 مليون يورو في عام 2019) مما يجعله أغلى قلب دفاع في التاريخ.
في ظل جدل الأخبار السيئة المحيطة مان يونايتد (قضية جرينوود، وأنتوني، والجدل الدائر حول سانشو، وبيع النادي والنتائج غير المنتظمة)، فإن عودة هاري ماجواير تعتبر خبراً ساراً للغاية في مان يونايتد. ويكفي أيضاً إسكات الانتقادات الموجهة لوجوده في منتخب إنجلترا، الذي لعبه له 62 مباراة دولية (7 أهداف).
لا يزال وست هام مهتماً بضمه هذا الشتاء، بعد محاولة فاشلة في الصيف، لكن من المستعبد الآن انتقال اللاعب البالغ من العمر 30 عاماً، والمرتبط بعقد حتى عام 2025.