دون أي تنازلات مالية.. فان دايك يُمدد عقده رسميًا مع ليفربول حتى عام 2027
أنهى قائد ليفربول، فيرجيل فان دايك، كافة الشكوك التي أُثيرت بشأن مستقبله، بعدما وقّع على عقد جديد يربطه بالنادي حتى صيف عام 2027، ليؤكد التزامه بمواصلة المشوار في “أنفيلد”.
المدافع الهولندي الدولي، البالغ من العمر 33 عامًا، كان من المقرر أن ينتهي عقده الحالي بنهاية الموسم الجاري، ومع مرور الأشهر الماضية دون اتفاق واضح، بدأ الحديث يتزايد حول احتمالية رحيله.
لكن رغبة فيرجيل فان دايك كانت دائمًا البقاء، وهو ما أراده ليفربول أيضًا، ما ساهم في التوصل لاتفاق نهائي يرضي جميع الأطراف.
العقد الجديد لا يتضمن أي بنود لكسر العقد أو فسخ التعاقد، كما لم يتضمن أي تخفيض في راتب اللاعب، الذي سيظل يتقاضى حوالي 400 ألف جنيه إسترليني أسبوعيًا (ما يُعادل 530 ألف دولار). ويُعد هذا الراتب من بين الأعلى في أوروبا بالنسبة لمدافع، ويعتمد بشكل أساسي على ضمانات ثابتة، مع حوافز مرتبطة بنجاح الفريق وليس الأداء الفردي.
ورغم تلقيه عروضًا من أندية أخرى، فإن فان دايك لم يُبدِ أي رغبة في الرحيل عن ليفربول، خاصة في ظل قيمته داخل النادي والراتب الكبير الذي يتقاضاه، ما جعل عدد الأندية القادرة على التعاقد معه محدودًا للغاية.
وما زال طموح النجم الهولندي في المنافسة على الألقاب الكبرى قائمًا، وهو ما يتماشى مع خطط ليفربول، التي ينتظر أن تتضح أكثر في سوق الانتقالات الصيفي.
علّق فان دايك على تمديد عقده بالقول:
“أنا سعيد جدًا وفخور. هناك مشاعر كثيرة تمر في رأسي الآن وأنا أتكلم عن الأمر. إنه شعور بالفخر والفرح. الرحلة التي عشتها حتى الآن في مسيرتي، وأن أتمكن من تمديدها لعامين إضافيين في هذا النادي، هو أمر مذهل.
لطالما كان ليفربول هو الخيار. لم أشك أبدًا أن هذا هو المكان المناسب لي ولعائلتي”.
أدار المفاوضات مدير الكرة في ليفربول، ريتشارد هيوز، بالتعاون مع وكيل اللاعب نيل فيوينغز (من وكالة ROOF)، وتمت المحادثات بسلاسة واحترام متبادل دون أي رفض أو انهيار في الاتفاق.
واستغرقت المفاوضات وقتًا طويلًا بسبب التغييرات الكبيرة التي طرأت على النادي، من بينها رحيل المدير الرياضي السابق يورغ شْمادتكه، وتعيين أرني سلوت خلفًا ليورغن كلوب، إلى جانب تغيير أسلوب اللعب. كما أشرف مايكل إدواردز، الرئيس التنفيذي لكرة القدم في مجموعة “فينواي سبورتس” المالكة للنادي، على سير المفاوضات، ويُعرف بعلاقته القوية مع فان دايك.
تجديد فان دايك دفعة قوية لفريق آرني سلوت
قد يُعدّ منح عقد جديد لمدة عامين لأحد أعلى اللاعبين أجرًا وهو على مشارف عامه الـ34 مخاطرة محسوبة، لكن القيمة الفنية والنفسية لفان دايك تجعل من هذا الاستثمار قرارًا سليمًا دون شك.
النجم الهولندي خاض كل دقيقة من مباريات الدوري الإنجليزي هذا الموسم، وكان أحد أبرز أسباب اقتراب الفريق من حسم اللقب.
ولولا الأرقام التهديفية لمحمد صلاح، لكان فان دايك هو الأقرب للفوز بجائزة لاعب الموسم. رغم بعض الهفوات الطفيفة مؤخرًا، إلا أنه حافظ على صلابته كقلب دفاع لا يُضاهى.
يُعرف بهدوئه وسيطرته، كما يُلهم زملاءه بأدائه ويقود الفريق بمعايير عالية يوميًا في مركز تدريب “كيركبي”.
ومثل صلاح، عبّر فان دايك دائمًا عن رغبته في البقاء. عائلته مستقرة في شمال غرب إنجلترا، وعلاقته القوية بالجماهير ظهرت بوضوح حين احتفل بحماسة بعد هدفه القاتل ضد وست هام الأسبوع الماضي، حين قبّل شعار النادي.
منذ انضمامه في شتاء 2018 قادمًا من ساوثهامبتون مقابل 75 مليون جنيه إسترليني، وهو أحد أعظم صفقات النادي، بعدما قاد الفريق لتحقيق دوري الأبطال في 2019، ولقب الدوري الممتاز في الموسم التالي.
ورغم إصابته القوية بقطع في الرباط الصليبي في أكتوبر 2020، عاد ليؤكد أنه لا يزال أحد أكمل المدافعين في أوروبا.
التفكير في تعويضه هذا الصيف كان سيُعد مهمة مستحيلة. وبعد تجديد عقد صلاح أيضًا، فإن هذه الخطوة تمثل دفعة قوية لأرني سلوت في بداية حقبته مع “الريدز”، حيث نجح المدير الرياضي ريتشارد هيوز في الحفاظ على نجمَين لا غنى عنهما في الفريق.
