عزالدين أوناحي يولد من جديد في الدوري اليوناني

كان عز الدين أوناحي أحد أبرز نجوم منتخب المغرب خلال كأس العالم 2022 بقطر، حيث ساهم بشكلٍ كبير في الوصول التاريخي لـ”أسود الأطلس” إلى نصف النهائي. لكن بعد هذه البطولة، واجه اللاعب عدة صعوبات في مسيرته مع أولمبيك مارسيليا، حيث عانى من قلة وقت اللعب وفقدان الثقة. انتقاله على سبيل الإعارة إلى باناثينايكوس في الدوري اليوناني يبدو وكأنه نقطة تحول، حيث بدأ يستعيد مستواه تدريجياً.
انضم أوناحي إلى باناثينايكوس في أواخر فترة الانتقالات الصيفية لعام 2024، وكان هدفه واضحاً: استعادة وقت اللعب والمتعة المفقودة في ممارسة كرة القدم. قدم له النادي اليوناني فرصة المشاركة في البطولات الأوروبية، وهو ما لم يكن متاحاً له في مارسيليا خلال الموسم الجاري (2024-2025).
تحدث اللاعب المغربي عن هذه المرحلة قائلاً: “مررت بلحظات صعبة وسوق انتقالات مرهق للغاية. ما حدث علّمني الكثير وجعلني أنضج. أتحمل مسؤولية عدم العمل بجدية كافية للوصول إلى أفضل مستوياتي. الآن أتيت بعقلية جديدة ولن أكرر أخطائي السابقة”.
رغم هذه الرغبة في الانطلاق، كانت البداية متعثرة. شارك أوناحي في 8 مباريات فقط في جميع المسابقات خلال بداية الموسم، منها 3 مباريات أساسياً، بينما دخل كبديل في 5 مباريات أخرى. مع ذلك، أحدث وصول المدرب البرتغالي روي فيتوريا في الأول من نوفمبر 2024 تغييراً إيجابياً في مسيرته.
تطور أداء عز الدين أوناحي تحت قيادة روي فيتوريا
رغم بدايته المتوترة مع المدرب روي فيتوريا، بما في ذلك حادثة رفض عز الدين أوناحي مصافحة مدربه بعد استبداله في مباراة ضد فولوس بالدوري اليوناني، لم تؤثر هذه الواقعة على العلاقة بين الطرفين. منذ ذلك الحين، بات أوناحي جزءًا أساسياً من خطط المدرب، حيث شارك في 11 مباراة بجميع المسابقات، منها 8 مباريات كأساسي.
شهد مستواه تصاعداً ملحوظاً، خصوصًا في مباراتين بارزتين: في 4 ديسمبر 2024 ضد أتروميتوس، حيث سجل هدفاً حاسماً، وتم اختياره رجل المباراة. و19 ديسمبر 2024 ضد دينامو مينسك في دوري المؤتمر الأوروبي، حيث صنع تمريرة حاسمة وأمتع الجماهير بأدائه المميز.
تحت قيادة فيتوريا، استعاد أوناحي ثقته وأصبح لاعباً رئيسياً في التشكيلة، متمركزاً في مركزه المفضل في قلب الوسط، مثل دوره في وسط المنتخب المغربي.
خيارات المستقبل: البقاء أو الرحيل؟
مع انتهاء النصف الأول من الموسم بمردود مشجع، يواجه عز الدين أوناحي تحدياً جديداً يتمثل في المحافظة على أدائه خلال النصف الثاني. كما يتعين عليه اتخاذ قرار بشأن مستقبله: هل سيبقى مع باناثينايكوس إذا تم تفعيل خيار الشراء؟ أم سيبحث عن تحديات جديدة؟
وفقاً للتقارير، فإن باناثينايكوس يدرس بجدية تفعيل خيار الشراء المدرج في عقد الإعارة، والذي تم الاتفاق عليه مع مارسيليا في الصيف الماضي. رغم ذلك، يبدو أن عودة اللاعب إلى مارسيليا، حيث يرتبط بعقد حتى عام 2027، أمر غير مرجح في الوقت الحالي.
ووفقاً لتقارير صحفية مختلفة، حصل مارسيليا على 500 ألف يورو مقابل الإعارة لموسم واحد، ويتضمن الاتفاق خيار الشراء في نهاية الموسم مقابل 11.5 مليون يورو. وإذا قرر النادي اليوناني تفعيل خيار الشراء، فسيذهب 30٪ من المبلغ إلى فريق أنجيه، نادي عز الدين أوناحي السابق، حيث تم ضمه في يناير 2023، مقابل 8 ملايين يورو، بالإضافة إلى الحوافز، وشرط بيع.
مع استعادته لمستواه، يُعتبر هذا الموسم محطة فارقة في مسيرة عز الدين أوناحي. قراره المقبل سيكون حاسماً لتحديد مستقبله، سواء اختار البقاء في باناثينايكوس أو البحث عن تجربة جديدة. التحديات لا تتوقف هنا، إذ يواجه اللاعب منافسة قوية على مركزه في المنتخب المغربي، مع وجود لاعبين جدد يتطلعون لشغل نفس المركز. على أوناحي أن يختار بعناية لضمان استمرار تطوره كلاعب مؤثر في الأندية الأوروبية وعلى المستوى الدولي.