اكتسح الإحصائيات وخسر اللقاء.. لعنة السيطرة العقيمة تطيح بسان جيرمان مجدداً
قدم باريس سان جيرمان واحدة من أفضل مبارياته هذا الموسم على الأقل إحصائياً، لكن في عامل كرة القدم، قاعدة الفريق الأفضل هو من يفوز ليس ثابتة. سدد باريس سان جيرمان 27 تسديدة ضد ليفربول لكنه فشل في التسجيل، واستقبل هدفاً متأخرا من البديل هارفي إليوت، وسخرية القدر أنه دخل بديلاً لنجم الفريق محمد صلاح.
لم يكن لدى لويس إنريكي سوى كلمات الإشادة عقب اللقاء: “كنا متفوقين بشكل لا يُصدق على ليفربول”. الأداء كان ساحقاً للنادي الباريسي، الذي تمكن من إيقاف ما يعتبره كثيرون أفضل فريق في أوروبا، ووضعه تحت الضغط طوال اللقاء… ورغم ذلك، لم ينجح في هز الشباك. السبب الرئيسي كان تألق الحارس أليسون بيكر، الذي قدم أداءً استثنائياً، لكن هذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها باريس سان جيرمان هذا النوع من المشاكل هذا الموسم.
يؤكد لويس إنريكي: “لقد كانت واحدة من أكثر المباريات اكتمالاً، إن لم تكن الأكثر اكتمالاً، خلال العامين الماضيين في دوري الأبطال. كنا نستحق أكثر. في الشوط الأول، لم يكن لديهم أي فرصة حقيقية، وأفضل لاعب لديهم كان أليسون”.
لكن كيف يخسر فريق سيطر على المباراة بهذه الطريقة؟ في اللحظات الأخيرة، أوقف داروين نونيز هجمة مرتدة، ومرر إلى الجناح حيث وجد إليوت المساحة الكافية ليضع الكرة في شباك دوناروما، مانحاً ليفربول فوزاً غير متوقع.
باريس سان جيرمان كان قوة هجومية لا يمكن إيقافها طوال عام 2025، حتى هذه المباراة. الفريق اكتسح معظم خصومه، وحقق انتصارات كاسحة (بما في ذلك انتصاران بنتيجة 7-0)، وسجل أربعة أهداف أو أكثر في ست مباريات، بما في ذلك أمام مانشستر سيتي، وشتوتجارت في مرحلة المجموعات. عثمان ديمبيلي يعيش أفضل فتراته التهديفية، حيث سجل 26 هدفاً حتى الآن، كما أن أسلوب اللعب الجماعي للفريق بات أكثر تناغماً وفاعلية.
حتى مدرب ليفربول، أرني سلوت، اعترف بقوة باريس سان جيرمان: “جميع الإحصائيات تثبت أنهم أفضل فريق في أوروبا حالياً. لم يكن مستوانا سيئاً، بل كانت جودة باريس سان جيرمان هي السبب. كنا محظوظين بالحصول على التعادل، لكنهم كانوا الطرف الأفضل”.
عقدة دوري الأبطال مستمرة
ليست هذه هي المرة الأولى التي يعاني فيها باريس سان جيرمان من عقم تهديفي رغم الهيمنة. يعتمد لويس إنريكي على نظام لعب بدون رأس حربة صريح، إذ لعب ديمبيلي كرأس حربة أمام ليفربول، بينما دعمه باركولا وكفاراتسخيليا على الأطراف. ورغم حصول الفريق على فرص واضحة، إلا أن سوء الحظ وتألق أليسون حالا دون التسجيل، كما أُلغي هدف لكفاراتسخيليا بداعي التسلل. في الشوط الثاني، دخل جونزالو راموس في محاولة لكسر الجمود الهجومي، لكنه لم ينجح في تغيير النتيجة.
هذا السيناريو ليس جديداً. أمام جيرونا وبي إس في، سدد باريس سان جيرمان 26 مرة في كل مباراة، لكنه سجل هدفاً واحداً فقط. ضد ليفربول، وصل عدد التسديدات إلى 27، منها 10 بين القائمين والعارضة، ومع ذلك، تصدى أليسون لتسع محاولات ببراعة، ليصرح بعدها: “ربما كانت هذه أفضل مباراة في مسيرتي”.
في الموسم الماضي، سدد باريس سان جيرمان 31 مرة ضد نيوكاسل وسجل هدفاً وحيداً. وفي نصف نهائي دوري الأبطال أمام بوروسيا دورتموند، سددوا 30 مرة دون أن يسجلوا. بغض النظر عن جودة الأداء، يبقى الهاجس الأكبر للفريق هو إنهاء الفرص.
خلال سوق الانتقالات الشتوية، عزز باريس سان جيرمان تشكيلته بأسماء تتناسب مع فلسفة مدربه. رحل ماركو أسينسيو إلى أستون فيلا، وانتقل سكرينيار إلى فنربخشة، فيما انضم راندال كولو مواني إلى يوفنتوس. في المقابل، استثمر النادي بقوة لجلب خفيتشا كفاراتسخيليا، الذي أصبح لاعباً أساسياً في الفريق.
يوم الثلاثاء المقبل، سيكون باريس سان جيرمان بحاجة إلى تسجيل هدف واحد على الأقل في أنفيلد لفرض وقت إضافي. من الصعب تخيل سيناريو يكون فيه ليفربول أكثر عرضة للهجوم مما كان عليه في مباراة الذهاب، لكن إذا كان باريس سان جيرمان “أفضل فريق في أوروبا حالياً”، كما وصفه مدرب ليفربول، فسيتعين عليه إثبات ذلك. “علينا أن نفكر بإيجابية…”، ختم لويس إنريكي حديثه.
