
حتى ليلة أمس، لم يسبق لبرشلونة بقيادة هانسي فليك أن فاز في مباراة بالدوري الإسباني اضطر فيها لامين يامال للغياب بسبب الإصابة. لكن هذا ليس سبب غضب المدرب الألماني قبل اللقاء.
في المؤتمر الصحفي قبل المباراة، قبل يوم من مواجهة الأحد على ملعب الفريق ضد فالنسيا، صرح فليك بأن يامال سيغيب عن اللقاء بسبب إصابة تعرض لها خلال تواجده مع المنتخب الوطني الأسبوع الماضي، وألقى اللوم على الاتحاد الإسباني لكرة القدم.
وأضاف فليك أن يامال انضم لمعسكر إسبانيا وهو يعاني من مشكلة بسيطة، وأنه لم يكمل أي حصة تدريبية كاملة مع المنتخب، بل تناول مسكنات الألم للعب ضد بلغاريا وتركيا في تصفيات كأس العالم، والتي فازت فيها إسبانيا 3-0 و6-0، حيث شارك يامال 73 دقيقة في صوفيا و79 دقيقة في قونية.
ويبدو، على أقل تقدير، مبالغًا فيه أن يُجبر أي لاعب من منتخب وطني قوي على تناول مسكنات الألم للعب أول مباراتين من تصفيات كأس العالم، خصوصًا إذا كان اللاعب قد أتم 18 عامًا في يوليو الماضي.
وقال فليك يوم السبت: “أنا حزين جدًا لهذا الأمر. إسبانيا لديها أفضل فريق في العالم، وأفضل اللاعبين في كل مركز، بمستوى لا يُصدق. ربما عندما نتحدث عن العناية بالشباب، فإن مثل هذه الأمور ليست جزءًا من ذلك. هذا ليس العناية باللاعبين”.
لم يتأثر برشلونة بغياب لامين يامال، حيث سحق الفريق فالنسيا 6-0 في أول مباراة على ملعبه هذا الموسم، والتي أُقيمت في استاد يوهان كرويف بسعة 6,000 متفرج بالقرب من مركز تدريبات النادي بسبب تأخيرات في أعمال تجديد كامب نو.
بالإضافة إلى يامال، أبقى فليك رافينيا على مقاعد البدلاء بسبب تأخره في حصة التدريب الصباحية نفسها، وشارك البرازيلي في الشوط الثاني وسجل هدفين، أحدهما جاء من تمريرة رائعة لماركوس راشفورد من الجهة اليسرى.
أما يامال، فكان يتابع من المدرجات، ويراه برشلونة الآن شكًا كبيرًا لمباراة دوري أبطال أوروبا ضد نيوكاسل يونايتد يوم الخميس.
الاتحاد الإسباني يكذب اتهامات هانسي فليك
وقالت مصادر في الاتحاد الإسباني لكرة القدم، لصحيفة “ذا أتلتيك” البريطانية، التي فضلت التحدث دون الكشف عن هويتها لحماية موقعها، إنها فوجئت بتصريحات فليك. وأكدت أن برشلونة لم يبلغ الاتحاد بأي مشاكل لدى لامين يامال قبل انضمامه، ولهذا لم يُعفى من الواجب الدولي.
وأوضحت المصادر أن باريس سان جيرمان أرسل تقريرًا طبيًا يوضح أن فابيان رويز يعاني من إصابة بسيطة، وقرروا إخلاء ساحة اللاعب، ونفس الأمر حدث مع الصفقة الجديدة لكريستال بالاس، ييريمي بينو. كما أشاروا إلى أن أخصائي العلاج الطبيعي الشخصي ليامال مع المنتخب، فرناندو جالان، هو نفسه الذي لديه في برشلونة، متسائلين: “كيف يمكن ألا يعلموا أن يامال مصاب؟”
وأبلغت إسبانيا الأسبوع الماضي أن يامال عانى من انزعاج بسيط في أسفل الظهر بعد المباراة الأولى ضد بلغاريا، لكنه لم يمنع لويس دي لا فوينتي من إشراكه بعد ثلاثة أيام.
وكان يامال يريد المشاركة ضد تركيا، وهذا ساهم في اختياره، لكن هنا يأتي دور الجهاز الفني والطاقم الطبي لاتخاذ القرارات. يامال لاعب شجاع وموهوب، لكن من حوله يجب أن يضمنوا وعيه بالمخاطر.
برشلونة يخشى تكرار حالات بيدري ولامين يامال
خذ مثال بيدري، الذي طلب منه اللعب لإسبانيا في بطولة أوروبا والألعاب الأولمبية صيف 2021 وهو في 18 من عمره، وخاض مع النادي والمنتخب 73 مباراة في موسم 2020-2021. خلال المواسم الثلاثة التالية، غاب عن 85 مباراة بسبب مشاكل عضلية متراكمة، ولم يستعد أفضل مستوياته إلا في الموسم الماضي بعد تحديث برشلونة للفريق الطبي واللياقي، وأصبح الآن في أفضل حالاته.
صنف برشلونة إصابة يامال الأخيرة كإصابة في الفخذ، على عكس ما ذكرته إسبانيا حول ألم أسفل الظهر، لكن المصادر تشير إلى أنها نفس المشكلة.
بعد الفوز على فالنسيا، سُئل فليك عن تواصله مع الاتحاد الإسباني بعد تصريحاته القوية، فأجاب: “لا، لم أفعل”.
يبدو أن فليك لن يلين في موقفه مع لامين يامال، ولديه أسباب قوية. فليس بيدري هو الحالة الوحيدة في برشلونة؛ هناك أنسو فاتي أيضًا، الذي عانى إصابة في الغضروف عند 18 عامًا وخضع لجراحة، وعندما عاد تم إعادة إصابته في أوتار الركبة، ولم يعد منذ ذلك الحين إلى مستواه السابق، وهو الآن معار إلى موناكو ويحاول استعادة جاهزيته الكاملة.
شاب آخر في برشلونة، غافي، يمر بحالة حرجة أيضًا. اللاعب البالغ 21 عامًا عاد للمباريات الموسم الماضي بعد التعافي من إصابة في الرباط الصليبي الأمامي تعرض لها مع إسبانيا في 2023، وأصيب قبل ثلاثة أسابيع في نفس الركبة أثناء التدريب في برشلونة. المصادر أكدت أن الأربطة غير متأثرة لكن الغضروف الداخلي متضرر، ولا يزال غافي خارج الملعب تحت مراقبة الأطباء يوميًا، وربما يحتاج لجراحة إذا استمر الألم.
القائمة طويلة، والنمط واضح: فليك يتبع سياسة صارمة بعدم المجازفة مع الإصابات ويطالب اللاعبين بالشفافية حول جاهزيتهم.
وقال فليك في مؤتمر صحفي قبل مباراة نصف نهائي دوري أبطال أوروبا ضد إنتر أبريل الماضي: “يجب أن يكون اللاعبون صادقين معي ومع الفريق حول مدى جاهزيتهم للعب”، وطبق ذلك عندما أبقى جولز كوندي خارج المباراة وأرجأ عودة روبرت ليفاندوفسكي بعد إصابة في أوتار الركبة، مع إشراك فيران توريس بدلاً منه.
لن يستثني فليك يامال الآن، وفي عالم كرة القدم الذي يظهر فيه المراهقون بمستوى غير مسبوق، يجب أن يكون هذا معيارًا لتحديد حدود العناية باللاعبين الشباب.