بيع القمصان، عقود الرعاية، وتذاكر الـVIP… هل تصبح عودة نيمار منجم ذهب لبرشلونة؟

نيمار هو أحد اللاعبين القلائل القادرين على إشعال حنين جماهير برشلونة، الذين يتمسكون بذكريات الماضي كلما ذُكر اسمه. البرازيلي احتاج إلى بضع مباريات فقط مع سانتوس ليعيد إشعال حماس عشاق كرة القدم، وهدفه، بحسب التقارير، هو استعادة مستواه تمهيداً للعودة إلى أوروبا في الصيف المقبل، قبل عام من كأس العالم، رغم أن والده نفى نيتهم البقاء في البرازيل لفترة قصيرة لا تتعدى الخمسة أشهر. لا يكاد يمر صيف دون أن يرتبط اسم نيمار ببرشلونة، وفي الأيام الأخيرة عاد الحديث عن احتمال عودته إلى “البلوغرانا”.
برشلونة تحت قيادة هانسي فليك بدأ في بناء جيل جديد، حيث تم تمديد عقود العديد من النجوم الشبان، وهناك خطة واضحة يقودها اللاعبون الصاعدون. ورغم ذلك، لا يزال إدراج نيمار في المعادلة أمراً مغرياً. الصحافة المحلية تشير إلى أن عودته إلى سانتوس حققت 34 مليون مشاهدة في اليوم الأول على منصة “إكس”، وجلبت أكثر 10 آلالاف مشترك جديد للنادي، بالإضافة إلى اهتمام علامات تجارية كبرى مثل “بوما”، التي باتت ترعى اللاعب بعد إنهائه عقده مع “نايكي”.
ووفقاً لشبكة “ريليفو” الإسبانية، إذا قرر برشلونة التعاقد مع نيمار، فإنه لن يجلب فقط جودة فنية، بل سيحمل معه تأثيراً اقتصادياً ضخماً، خاصة من ناحية الرعاية والتسويق. رغم أن الجماهير على وسائل التواصل الاجتماعي لا تكسب المباريات، إلا أن لها تأثيراً مباشراً على النادي، حيث تلجأ العلامات التجارية إلى تحليل بيانات التفاعل قبل إبرام صفقات الرعاية. نيمار، في هذا السياق، هو ورقة رابحة، حيث يملك 229 مليون متابع على “إنستجرام”، وهو رقم يفوق عدد متابعي لاعبي برشلونة مجتمعين (197.6 مليون)، ويليه روبرت ليفاندوفسكي (36.9 مليون)، لامين يامال (26.9 مليون)، وبابلو جافي (17.2 مليون).
جدوى تعاقد برشلونة مع نيمار.. نظرة من الداخل
يرى بعض المحللين أن التأثير الفعلي لنيمار في هذه المرحلة من مسيرته قد لا يكون “هائلًا” في جميع الجوانب. الصحفي راؤول ليموس، الذي غطى أخبار برشلونة لسنوات ويعمل الآن في شبكة “NSN”، يعتقد أن انضمام نيمار المحتمل سيساعد النادي على تعزيز حضوره في السوق البرازيلية.
ويشرح: “الكرة البرازيلية مرت بأزمة في السنوات الأخيرة، وكان من الصعب إيجاد خليفة لنيمار، باستثناء فينيسيوس جونيور. عودته ستعني صفقات رعاية جديدة من البرازيل، وزيادة الاهتمام الإعلامي، واهتمام الشركات بالارتباط بالنادي”.
يشبّه البعض فكرة ضم نيمار بما حدث عند التعاقد مع روبرت ليفاندوفسكي، حيث احتاج برشلونة لإعادة إشعال الحماس في صفوف الجماهير بالتوقيع مع أحد أفضل المهاجمين في العقد الماضي. “نيمار أيضاً قد يثير الحماس، لكن الجماهير حالياً مرتبطة باللاعبين الشباب مثل لامين يامال، بيدري، وكوبارسي”، يقول أحد المسؤولين السابقين في النادي.
من جهته، يرى ليموس أن انضمام نيمار قد يعزز صورة لامين يامال: “لطالما صرّح يامال بأن نيمار هو قدوته. جمعهما معاً في برشلونة سيكون بمثابة صورة تجمع الماضي، الحاضر، والمستقبل”. ورغم ذلك، لا يزال هناك تحفظات حول مدى جدوى الصفقة.
التأثير التجاري وبيع القمصان
هناك رأي سائد داخل إدارة برشلونة بأن اللاعبين لا يحددون وحدهم قيمة النادي، حيث يقول أحد المقربين من الرئيس خوان لابورتا: “عندما رحل ميسي، كان هناك حديث عن انهيار الرعاة، لكن النادي هو من يصنع العلامة التجارية، وليس العكس”. كما أشار إلى أن بيع القمصان ليس مصدراً رئيسياً للتمويل، إذ إن برشلونة يحقق أرباحاً فقط بعد تجاوز عدد معين من المبيعات في عقده مع “نايكي”.
ومع ذلك، هناك إجماع على أن برشلونة سيستفيد من نيمار على صعيد التسويق. بعد توقيع عقد جديد مع “نايكي”، أصبح للنادي مجال أوسع للبيع في الأسواق العالمية، ما يجعل نيمار عنصر جذب للسياح، وبيع التذاكر، خاصة في مدرجات كبار الشخصيات في “كامب نو” الجديد، الذي يُنتظر أن يكون مصدراً رئيسياً للعائدات. كما أن قميص نيمار، وفقاً للمسؤولين، سيكون “منتجاً يُباع من تلقاء نفسه”، على عكس قمصان لاعبين مثل بيدري.
في نهاية المطاف، نيمار لم يعد اللاعب الذي كان عليه قبل سنوات، لكنه لا يزال شخصية جذابة للعلامات التجارية. داخل برشلونة، هناك انقسام حول جدوى ضمه، خاصة أن غيابه عن الملاعب لفترة طويلة أثر على صورته التسويقية. ومع ذلك، إذا نجح في استعادة مستواه خلال الأشهر المقبلة، فقد يصبح أحد أبرز الأسماء المتداولة في سوق الانتقالات الصيفية. في حال حدوث ذلك، فإن تقديم نيمار في “كامب نو” الجديد سيكون بلا شك إحدى اللحظات البارزة في عهد خوان لابورتا.