أسود الأطلس أبطال المونديال غائبون عن الميركاتو الشتوي 2023

بعد نهائيات كأس العالم التاريخية التي قدمها المنتخب المغربي، تم التنبؤ بمغادرة العديد من اللاعبين من المنتخب خلال الميركاتو الشتوي 2023، لكن بعد أكثر من 3 أسابيع، لم ينتقل أي لاعب لحد الآن.
اقرأ أيضاً.. الكشف عن حقيقة اختيار ابراهيم دياز تمثيل المغرب
شكلت بطولة كأس العالم على مر التاريخ، نقطة انطلاق حقيقية لمسار بعض اللاعبين. غالباً ما ينتهز أولئك الذين يتألقون في هذه المنافسة العالمية الفرصة للانضمام إلى كبار الأندية، حيث يصيرون على رأس المطلوبين في سوق الانتقالات. الأمثلة كثيرة، نذكر منها، مسعود أوزيل، وخاميس رودريغيز، وكيلور نافاس…
خلال المونديال، تألق المنتخب المغربي ببلوغه نصف نهائي المسابقة. و التي شكلت فرصة سانحة لتسليط الضوء على العديد من اللاعبين الموهوبين الذين كانوا سيشعلون الميركاتو الشتوي 2023. لكن الأمور الآن واضحة، بعد أقل من أسبوع على نهاية فترة الانتقالات، لم ينتقل أي لاعب مغربي على الإطلاق رغم المنافع التي ستجنيها أنديتهم.
سفيان أمرابط وعزالدين أوناحي ما زالا قريبين من الانتقال
سفيان أمرابط اللاعب الذي تم الإعلان عن قرب رحيله عن الفيولا، قاد خط وسط أسود الأطلس في المونديال، وكان أداؤه مذهلاً خلال البطولة، وأضحى هدفاً للعديد من الأندية الأوروبية. على وجه الخصوص، نادي ليفربول الإنجليزي الذي صار الأقرب لضم سفيان، منذ أن التقى يورجن كلوب بالمقربين من اللاعب بعد كأس العالم مباشرة. مشروع الريدز يعتبره أمرابط مثيراً للاهتمام تماماً على غرار مشروع أتلتيكو مدريد. غير أن الدولي المغربي أعطى الأفضلية لمشروع النادي المدريدي بقيادة ديغو سيميوني، والذي يتوافق أكثر مع أسلوبه في اللعب ورغبته كذلك في خوض غمار الدوري الإسباني.
المشكلة تكمن في محدودية الموارد المالية لدى الروخي بلانكوس في سوق الانتقالات الشتوية. وفي هذه الحالة، إضافة إلى مطالب فيورنتينا الجشعة للغاية. كانت النتيجة في النهاية بقاء أمرابط في إيطاليا، فاللاعب لم يحزم حقائبه حتى الآن. كما أكد المدير الرياضي لنادي الفيولا، جو بارون، رغبة النادي الإيطالي في الإبقاء على نجمه في الميركاتو الشتوي 2023.
من ناحية أخرى يقع نفس الأمر في نادي أنجيه مع عزالدين أوناحي. فقد كان لاعب الوسط البالغ من العمر 22 عاماً أكبر مرشح للرحيل في سوق الانتقالات الشتوية. لاعب وسط مهاري، تألق في كأس العالم ولفت أنظار الفرق الأوروبية الكبيرة. حتى أن رئيس نادي أنجيه أعلن أنه سيكون من الصعب للغاية بقاء أوناحي في النادي بعد المونديال. لكن الآن، على الرغم من أخبار اهتمام نابولي وليدز يونايتد، والحديث عن عروض رسمية بين 15 و20 مليون يورو، فإن وضع اللاعب المغربي متوقف تماماً. ما يثير العديد من التساؤلات، حيث كان احتمال انتقاله الأعلى في بداية فترة الانتقالات. لذلك فإن بقاءه في أنجيه بعد نهاية فترة الانتقالات سيشكل مفاجأة كبرى، لكن كل شيء يبقى وارداً حت الساعات الأخيرة.
سفيان بوفال وحكيم زياش لا شيء ملموس في الميركاتو الشتوي 2023
في خط الهجوم، كان هناك أيضا تحرك متوقع. المرشح الأول كان سفيان بوفال. الدولي المغربي، الذي يلعب أيضاً في أنجيه، استغل كأس العالم جيداً لإثارة الحديث عنه مرة أخرى، وأظهر أن جودته الفنية لا تزال مثار الإعجاب. في الثلاثين من عمره تقريباً، وبعد نصف موسم جيد للغاية في فريق يواجه صعوبة في قاع الترتيب، سجل بوفال 4 أهداف وساهم بـ 3 تمريرات حاسمة، لم يخفِ المغربي رغبته في خوض تحدٍ جديد هذا الشتاء في نادٍ أكبر. فخلال كأس العالم، عبر بوفال عن تطلعه إلى العودة للدوري الإسباني، البطولة التي يعرفها ويقدرها كثيراً، بعدما سبق ولعب في صفوف سيلتا فيجو.
لكن الغريب في الأمر أن المهاجم المغربي لم يتلق أية عروض مثيرة للاهتمام خلال فترة الانتقالات الحالية. فقد قدم ناديان من دول الخليج عروضاً لضم بوفال كما أبدت بعض الأندية التركية اهتمامها باللاعب، غير أن سفيان يريد البقاء في دوري تنافسي وفي فريق طموح. لذا فإن الهدوء التام في الوقت الحالي سيد الموقف في قضية بوفال.
نفس المنحنى يتخذه مسار زميل بوفال في المنتخب المغربي، المهاجم حكيم زياش. وجد صانع ألعاب أياكس السابق وقتاً وإيقاعاً للعب خلال كأس العالم مع المغرب. ولم يكن قطُّ ضمن خطط جراهام بوتر مدرب تشلسي، لكنه مع ذلك استغل العديد من الإصابات التي ألمَّت بخط هجوم البلوز، ليحقق حكيم انطلاقته في يناير. لكن مع وصول ميخايلو مودريك، و جواو فيليكس، و نوني مادويكي، في خط المقدمة خلال الميركاتو الشتوي 2023، يمكن القول أن حظوظ حكيم في الظفر بمكان في كتيبة تشلسي منعدمة تماماً.
هذا وقد سمحت الأشهر القليلة الماضية لحكيم باستعادة مكانته في سوق الانتقالات. لكن راتبه الضخم يشكل عائقاً كبيراً، لذلك قلة من الأندية فقط ترغب في ضم زياش في الآونة الأخيرة، على رأسها نادي روما و قليل من أندية الدوري الإنجليزي الممتاز (بما في ذلك إيفرتون ونيوكاسل). لكن لا يوجد شيء ملموس حتى الآن لدرجة أن البعض يتساءل عما إذا كان حكيم سينهي الموسم مع البلوز .
مفاجأة النصيري قضية سليم أملاح وياسين بونو بالميركاتو الشتوي 2023
تم الإعلان عن لاعب آخر أقرب للرحيل: سليم أملاح حتى بدون كأس العالم، كان من الصعب تخيل مستقبل لاعب خط الوسط البالغ من العمر 26 عاماً في ستاندارد دي لييج البلجيكي. خاصة بعد إجباره على التدرب مع الفريق الرديف بعد رفضه التمديد، توقَّع أملاح أن يكون أمامه خيارات خلال فترة الانتقالات الشتوية هذه، خاصة بعد كأس العالم الجيدة التي بصم عليها. ولكن بعد مرور أكثر من 24 يوماً من فترة الانتقالات الحالية، لا يوجد هناك شيء على الإطلاق. حيث تفاجأ اللاعب بقلة الأندية المهتمة بضمه. فقد رفض نادي نانت و تورينو التعاقد معه، بالتالي لم يكن لدى الدولي المغربي أي عرض ملموس، في الساعات الأخيرة، وفقاً لوسائل الإعلام الإسبانية يبدو أن أملاح في طريقه إلى الانضمام إلى ريال بلد الوليد، الذي يحتل المرتبة 18 حالياً في ترتيب الدوري الإسباني. اختيار يوضح جلياً العروض القليلة التي وصلت لسليم خلال الميركاتو الشتوي 2023.
في خط الهجوم، يرغب يوسف النصيري أيضاً بالخروج في نافذة الانتقالات لكن دون جدوى في الوقت الحالي. رغم أن ذلك لم يكن مخططاً له على وجه التحديد. فبعد عودته من الإصابة استعاد المهاجم المغربي الثقة خلال المونديال بكونه أحد العناصر الأساسية لوليد الركراكي (هدفين). ليطلب بذلك نادي وست هام التوقيع معه، غير أن النصيري أعلن لاحقاً عن رغبته في البقاء في إسبانيا. لكن تلك ليست رغبة ناديه الذي يحتاج إلى السيولة المالية وكذلك مدربه خورخي سامباولي غير المقتنع بإمكانيات يوسف. ليبقى بذلك المرشح الوحيد للظفر بخدمات المهاجم المغربي هو نادي نيس الفرنسي، وبدأت المفاوضات فعلياً بعد أن أعطى النصيري موافقته المبدئية للانتقال إلى فرنسا.
أخيراً في نادي إشبيلية دائماً، يتم الحديث عن مغربي آخر: الحارس ياسين بونو، أحد أفضل حراس المرمى في الوقت الحالي، يحظى بطلب كبير في الميركاتو الشتوي 2023، خاصة بعد أدائه المبهر في كأس العالم. فقد بدأ محادثات مع بايرن ميونيخ الذين كانوا يبحثون عن بديل لمانويل نوير وكذلك مع مانشستر يونايتد. لكن النادي الأندلسي، متردد في التخلي عن حارس مرمى من طينة ياسين، وبالتالي فهو جشع للغاية في مطالبه. لذلك فالمبلغ الذي طلبه إشبيلية جعل العديد من الأندية تصرف النظر عن بونو.
وأخيراً، مفاجأة المنتخب المغربي على الجانب الأيسر، يحيى عطية الله لاعب الوداد المغربي، الذي يجب أن يستغل أداءه الممتاز في المونديال للتفاوض على انتقاله إلى أوروبا. على الرغم من الاهتمام الملموس لمونبلييه الفرنسي الذي لا يزال يسعى جاهداً لضم عطية الله والذي يرغب بدوره بذلك، إلا أن الوداد الرياضي لم يوافق بعد على قيمة الصفقة بعد عرضين قُدِّما بالفعل من طرف النادي الفرنسي.